لاستشراق المستقبل المعرفى الدكتور مهندس إسماعيل سراج الدين مدير م
16 فبراير 2015
مدير مكتبة الإسكندرية مفتخرا : تفوقنا على جوجل .. ويؤكد : المهندس منهج فكرى ومنهج للتعامل مع المشكلات . فى لقاء فكرى ثقافى يبلور ويعكس حرص النقابة العامة للمهندسين على تفعيل دورها الثقافى والارتقاء بالمستوى الفكرى والثقافى للمهندسين والانفتاح على التطور المعرفى ، استضافت النقابة الدكتور مهندس إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية مساء الإثنين 16 فبراير الجارى ، ليقدم رؤيته حول شكل المعرفة فى المستقبل من خلال محاضرة بعنوان "الأعمدة السبعة للمعرفة الجديدة". وقد حضر الندوة كل من المهندس طارق النبراوى نقيب المهندسين والمهندس عبدالرحمن شريف الأمين العام للنقابة وأدار الندوة كل من المهندس عبدالكريم آدم عضو المجلس الأعلى للنقابة والمهندس عماد توماس الأمين المساعد لشعبة الهندسة المدنية . وفى بداية الندوة طالب النبراوى الحضور بوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء مصر ، ثم أبدى ترحيبه بالدكتور مهندس إسماعيل سراج الدين والسادة الحضور ، وترك الكلمة للمهندس عماد توماس الذى أشار إلى أن الأمم القوية المتقدمة تدرك ما يحاط بها من تغييرات عالمية وتشارك بفاعلية فى صناعة المستقبل . ومن جانبه أشار الدكتور مهندس إسماعيل سراج الدين أن المهندس منهج فكرى ومنهج للتعامل مع المشكلات ، مشيرا إلى أننا نعيش الآن فترة تحول لم تحدث في تاريخ الإنسانية، وأن التغيير ليس في التكنولوجيا لكن في نوعية المعرفة، فالعلم يأتي بالمعلومات والمعرفة، لكن لا يأتي بالحكمة ،منوها إلى أن هناك تغيراً فى أنماط المعرفة والعلم طبقًا للتحولات الجارية في مجال تكنولوجيا المعلومات التي تؤثر على طبيعة مضمون المعرفة وآليات تطورها. وأوضح سراج الدين إلى أن هناك ثورة ضخمة فى كم المعلومات الهائل على الإنترنت والتى زادت بمعدل 20 ضعفاً خلال أربع سنوات ، مشيرا إلى وجود ثورة معرفية جديدة لها سبعة أعمدة ، ولهذه الأعمدة السبعة تداعيات على كيفية تفكيرنا وعلى المؤسسات المساندة للمنظومة المعرفية المتكاملة، مثل المكتبات و"الأرشيفات"-المحفوظات- والمتاحف. وأضاف أن العمود الأول للمعرفة الجديدة هو "التقسيم والحياة"، مشيرا إلى أن الكتاب كان هو مصدر المعرفة ولكن الآن تحولت الوحدات المعرفية إلى وعاء إلكترونى ، مشيرا إلى أن الكتاب عندما يتم نشره لا يمكن تغيير ما فيه إلا عند إصدار طبعات جديدة، بينما الآن تتجدد الأوعية المعلوماتية كل دقيقة وكل يوم بفضل الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة. وألمح إلى أن هذا الشكل سيتيح استمرارية للمعلومات أكثر عما قبل، والمعلومات ستكون حية والمفاهيم ستتغير، وبالتالي أصبحنا نتعامل مع شيء مختلف تماما عن كل ما عرفناه منذ بدأت الثقافة الإنسانية، وسيعطينا هذا مفهوما جديدا لإعادة ترتيب المعرفة. أما العمود الثاني للمعرفة الجديدة كما أشار سراج الدين فهو علاقة الصورة بالنص، مشيرا إلى أننا أصبحنا نعتمد على الصورة بشكل كبير، والتي يمكن من خلالها أن نحصل على كم كبير من المعلومات الوفيرة، إذ إنه من خلال الصورة يمكن وصف وتحليل لمضمونها ويمكن لخريطة أن تعطي كمًّا هائلاً من المعلومات. وأوضح سراج الدين إلى أن العمود الثالث يكمن في علاقة الإنسان بالآلة ، مشددا على أنه لم يعد من الممكن البحث يدويًّا في مخزون الكم الهائل من المواد المتاحة ،فالقرن الحادي والعشرون هو بداية عصر جديد في تفاعل الإنسان مع الآلة واعتماده عليها، ومثل هذه الملاحظات تثير فورًا تساؤلات عن قضية الذكاء الصناعى ،وقال: " إن عقل الإنسان الآن أقوى مليون ضعف من الكمبيوتر ولكن فى المستقبل سيكون الكمبيوتر أقوى مليون ضعف من عقل الإنسان .. فكيف ستكون العلاقة ؟ " وأضاف مدير مكتبة الإسكندرية أن العمود الرابع للمعرفة الجديدة هو التعقيد والفوضى ، وأن العمود الخامس هو سباق الأبحاث حيث كان الجميع ينظر إلى الكمبيوتر على أنه أداة نستخدمها مثل الآلة الحاسبة على نطاق أكبر، بينما الآن وجدنا أن الكم المعرفي الكبير انتقل من مجرد تجميع للمعلومات إلى إقامة صلات وروابط بينها. مشيرا إلى أن العمود السادس هو التداخل والتحول فكل العلوم متداخلة ، وهناك علوم متداخلة بين العلوم التقليدية مثل النانو ، مشيرا إلى أن هناك تفاعلاً بين العلم والتكنولوجيا حيث إنهما يتفاعلان مع بعضهما كما حدث في علم البيولوجي والذي لم يكن ليشهد تطورات هائلة لولا استخدام الكمبيوتر، وخاصة الكمبيوتر فائق السرعة . وعن العمود السابع للمعرفة فقد أشار إلى أنه تواصل المعرفة ،مشيرا إلى أن الكتاب الإلكترونى سيحل محل الكتاب العادى عاجلا أم آجلا ، مشددا على أنه لابد لنا من التفاعل مع المتغيرات وتغير مفاهيمنا للتعامل مع الواقع المعرفى الجديد . وقدم سراج الدين وصاياه العشر لمكتبات المستقبل التى تطبقها مكتبة الإسكندرية ، الأولى هى الاشتراك مع الآخرين لإيجاد كم هائل من المعلومات مشيرا إلى وجود 75 ألف دورية رقمية فى مكتبة الإسكندرية ، والوصية الثانية هى الربط والتداخل بين النص والصور والفيديو ، والثالثة تقديم المعلومة بصورة سهلة ،والرابعة تقديم ما لا يوجد فى الأماكن الأخرى ،والخامسة الترجمة بالماكينة مشيرا إلى فكرة الأمم المتحدة حول وجود لغة كمبيوترية يستطيع أن يفهمها الناس UNL وهى لغة آلية تعمل كوسيط بين اللغات ،ويهدف المشروع إلى تمكين جميع الأشخاص من إنتاج المعلومات والوصول إلى المعرفة الثقافية بلغاتهم الأم مشددا على الدور الحيوى والكبير الذى لعبته مكتبة الإسكندرية فى هذا المشروع . وصرح سراج الدين أن فريق عمل يعمل في مكتبة الإسكندرية تفوق على جوجل فى مشروع " تشكيل اللغة العربية " وأن هذا المشروع لا يوجد مثيل له فى العالم وهو مفاجأة للعالم أجمع كما أن مكتبة الإسكندرية قامت بعمل مدونة عربية كاملة تضم 100 مليون كلمة عربية. وأوضح سراج الدين أن باقى الوصايا العشر هى تقديم المعرفة فى المكتبة وإتاحة الفرصة للشباب للبحث والتواصل المعرفى بالعالم والاستعداد للتغيير ،مشددا على أن مكتبة الإسكندرية تقدم العديد من المشاريع التكنولوجية وتطرح المعرفة الجديدة بالاشتراك مع الهيئات الإقليمية والدولية من أجل الشباب والأجيال القادمة . وفى نهاية الندوة قدم المهندس طارق النبراوى نقيب المهندسين للدكتور مهندس إسماعيل سراج الدين درعا تكريما وتقديرا له .